إذاً تصبح الأحوال الخارقة التي ترى أنها خارقة للعادة ثلاثة أحوال: إما حال من الرحمن، وهذه هي الكرامة، وهذه لا تدل على أن صاحبها له فضل أو مقام أعلى ممن لم يأت على يديه مثل هذه، ولكنها نعم من كرامات الله تعالى، وتدل على أنه له خير عند الله، ولا ينبغي أن يغتر بها، ولا أن يستدرك بها، ولا أن ينقطع بها، فيكون ذلك سبباً لضلاله والعياذ بالله، وإنما يحمد الله عليها، ويستغفر الله. وقد كان بعض السلف يقول: إني أخشى أن يكون هذا علامة على ضعف إيماني؛ لأنه لو كان لدي من اليقين القوي ما حصل لي مثل هذا، حتى قال بعضهم: لو أن رجلاً من الأولياء دخل في بستان فيه ألف شجرة، وعلى كل شجرة ألف طائر يناديه: يا ولي الله فلان! فلا يجوز له أن يغتر بذلك.